كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> ما ذكر من أن السلام اسم من أسمائه تعالى لا يعارض ما قرره جمع من أن السلام دعاء بالسلامة ملحوظ فيه التأمين بقوله تعالى ‏{‏وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ قال بعض العارفين‏:‏ كل اسم من أسمائه سبحانه يبلغك رتبة من المراتب إذا دعوت به فاسم السلام يبلغك سلامته كما أن الرحمن يبلغك رحمته إذا دعوت به‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏هب عن ابن مسعود‏)‏ قال المنذري‏:‏ رواه البزار والطبراني وأحد إسنادي البزار جيد قوي وقال الهيثمي‏:‏ رواه البزار بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح اهـ‏.‏ وقال ابن حجر في الفتح‏:‏ رواه البزار والطبراني مرفوعاً وموقوفاً وطرق الموقوف أصح فحكم ابن الجوزي بوضعه غير صواب‏.‏

4847 - ‏(‏السلام اسم من أسماء اللّه عظيم جعله ذمة بين خلقه‏)‏ قال القرطبي‏:‏ ومعنى السلام في حقه تعالى أنه المنزه عن النقائص والآفات التي تجوز على خلقه، وعليه فمعنى قول المسلم السلام أي مطلع عليك وناظر إليك فكأنه يذكره باطلاع اللّه تعالى عليه ويخوفه ليأمن منه ويسلم من شره وإذا دخلت أل على اسم اللّه كانت تفخيماً وتعظيماً أي اللّه العظيم السليم من النقائص والآفات المسلم لمن استجاره من جميع المخلوقات‏.‏

<تنبيه> كثيراً ما يقع لبعض الناس أن يمر بمسلمين فيهم ذمي فيقول‏:‏ السلام على من اتبع الهدى وذلك لا يجزئ في السنة كما أفتى به السيوطي فإنه إنما شرع في صدور الكتب إلى الكفار فعليه أن يسلم باللفظ المعروف ويقصد بقلبه المسلم فقط ‏(‏فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير

‏[‏ والظاهر أن ذلك يصير أشد تحريماً من غيره فذكر المسلم بالسوء حرام مطلقاً‏.‏‏]‏

فإنه أمنه وجعله في ذمته وفي ذكره بالسوء غدر والغدر عار وشنار فاحذر أيها المسلم بعد هذا الأمان وعقدك المسالمة بهذا السلام من النكث ‏{‏فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‏}‏ فإياك أن يصدر منك في حق من ‏[‏ص 152‏]‏ حييته بالسلام أذى أو تضمر له بغضاً فتكون ناقضاً لعهد الأمان فتبوء بالحرمان والخسران‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ وفيه عطاء بن السائب أورده الذهبي في الضعفاء، وقال أحمد‏:‏ من سمع منه قديماً فهو صحيح‏.‏

4848 - ‏(‏السلام تطوع والرد فريضة‏)‏ أي الابتداء بالسلام تطوع غير واجب، وردّ السلام على المسلم المسلم فريضة واجبة بشروط مبينة في الفروع‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ ردّ السلام واجب فيأثم تاركه إذا كان ابتداؤه مستحباً ويفسق بتكرر ذلك منه‏.‏

- ‏(‏فر عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفيه حاجب بن أحمد الطوسي‏.‏ قال الذهبي‏:‏ ضعيف معروف وفيه أيضاً رجل مجهول‏.‏

4849 - ‏(‏السيد‏)‏ حقيقة هو ‏(‏اللّه‏)‏ لا غيره أي هو الذي يحق له السيادة المطلقة فحقيقة السؤدد ليست إلا له إذ الخلق كلهم عبيده‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ والسيد فَيْعِل من ساد يسود قلبت واوه ياء لمجامعتها الياء وسبقها إياها بالسكون اهـ، وقال الراغب‏:‏ سيد الشيء هو الذي يملك سواده أي شخصه جميعه، وقال الدماميني‏:‏ السيد عند أهل اللغة من أهل للسؤدد وهو التقديم يقال ساد قومه إذا تقدمهم، وهذا قاله لما خوطب بما يخاطب به رؤساء القبائل من قولهم أنت سيدنا ومولانا فذكره إذ كان حقه أن يخاطب بالرسول أو النبي فإنها منزلة ليس وراءها منزلة لأحد من البشر، فقال السيد اللّه، حول الأمر فيه إلى الحقيقة أي الذي يملك النواصي ويتولى أمرهم ويسوسهم إنما هو اللّه، ولا يناقضه أنا سيد ولد آدم لأنه إخبار عما أعطي من الشرف على النوع الإنساني، واستعمال السيد في غير اللّه شائع ذائع في الكتاب والسنة ‏[‏ونذكر بعض المواضع التي ورد فيها لفظ السيادة في القرآن والسنة‏:‏

قال الله تعالى‏:‏ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين‏.‏ وقال‏:‏ واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب‏.‏‏.‏‏.‏

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏

الحديث 2167‏:‏ إن ابني هذا سيد‏.‏‏.‏‏.‏ رواه البخاري‏.‏ والحديث 2692‏:‏ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‏.‏‏.‏‏.‏ رواه مسلم‏.‏ والحديث 2693‏:‏ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر‏.‏‏.‏‏.‏رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه‏.‏ والحديث 4746‏:‏ سيد الشهداء عند الله يوم القيامة‏.‏‏.‏‏.‏ رواه الحاكم والطبراني‏.‏ والحديث 4758‏:‏ سيد كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر‏.‏‏.‏‏.‏ رواه الخطيب‏.‏ والحديث 4759‏:‏ سيدات نساء أهل الجنة أربع‏:‏‏.‏‏.‏‏.‏ رواه الحاكم‏.‏ والحديث 6164‏:‏ قوموا إلى سيدكم‏.‏ رواه أبو داود‏.‏

أما لفظ السيادة لغير الأشخاص فقد ورد منها في السنة‏:‏ سيد الاستغفار‏.‏‏.‏‏.‏، سيد الأعمال‏.‏‏.‏‏.‏، سيد الأيام‏.‏‏.‏‏.‏، سيد الشهور‏.‏‏.‏‏.‏، سيد السلعة ‏.‏‏.‏‏.‏

فيظهر من تلك الآيات والأحاديث أن استعمال لفظ ‏"‏السيد‏"‏ جائز في غير الله، وإنما يحرم ادعاء السيادة الحقيقية التي ليست إلا لله كما مر‏.‏

وقد اختلف بشأن التشهد‏:‏ أيهما أفضل، الإتيان بلفظ السيادة أم عدمه في الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم‏.‏ غير أن البعض في زماننا تعسفوا وأنكروا على من استعمل لفظ السيادة، ولا يصح إنكارهم إلا بضرب القرآن والسنة بعضهما ببعض، وعدم ردهم ذلك إلى علماء السلف أمثال الإمام المناوي والنووي وغيرهم‏.‏

وقد نهينا في أحاديث كثيرة عن ذلك التضارب وعن عدم الرجوع إلى أقوال العلماء‏.‏ فمن تلك الأحاديث‏:‏

مهلا يا قوم‏.‏ بهذا هلكت الأمم من قبلكم‏:‏ باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض‏.‏ إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا‏.‏ فما عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه‏.‏ ‏(‏رواه الإمام أحمد عن ابن عمرو، كما في كنز العمال‏)‏‏.‏

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ أبهذا أمرتم، أبهذا عنيتم‏؟‏ إنما هلك الذين من قبلكم بأشباه هذا‏:‏ ضربوا كتاب الله بعضه ببعض‏.‏ أمركم الله بأمر فاتبعوه، ونهاكم عن شيء فانتهوا‏.‏ ‏(‏قط في الأفراد والشيرازي في الألقاب كر، كما في كنز العمال‏)‏‏.‏دار الحديث‏]‏

ال النووي‏:‏ والمنهي عنه استعماله على جهة التعاظم لا التعريف واستدل بعضهم بهذا الخبر أن السيد اسماً من أسماء اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏حم د‏)‏ في الأدب ‏(‏عن عبد اللّه بن الشخير‏)‏ بكسر الشين وشدّ الخاء المعجمتين، ابن عوف العامري وسكت عليه أبو داود ثم المنذري ورواه أيضاً عنه النسائي في يوم وليلة وسببه أن رجلاً جاء إلى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فقال له‏:‏ أنت سيد قريش فقال‏:‏ السيد اللّه

‏[‏ وإنما منعهم أن يدعوه سيداً مع قوله أنا سيد ولد آدم من أجل أنهم قوم حديثو عهد بالإسلام وكانوا يحسبون السيادة بالنبوة كهي بأسباب الدنيا وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم فقال‏:‏ قولوا بقولكم يريد قولوا بقول أهل دينكم وملتكم وادعوني نبياً ورسولاً كما سماني اللّه في كتابه ولا تسموني سيداً كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم ولا تجعلوني مثلهم فإني لست كأحدهم إذ كانوا يسودونكم في أسباب الدنيا وأنا أسودكم بالنبوة والرسالة فسموني نبياً ورسولاً اهـ‏.‏ وقد اختلف هل الأولى الإتيان بلفظ السيادة في نحو الصلاة عليه أو لا‏؟‏ والراجح أن لفظ الوارد لا يزاد عليه بخلاف غيره‏.‏‏]‏

قال‏:‏ أنت أعظمها فيها طولاً وأعلاها قولاً فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا عبد اللّه ورسوله‏.‏

4850 - ‏(‏السيوف مفاتيح الجنة‏)‏ أي سيوف الغزاة ‏[‏ أي الضرب بها ينتج دخول الجنة مع السابقين لأن أبواب الجنة مغلقة لا يفتحها إلا الطاعة والجهاد من أعظمها‏.‏‏]‏

كما سبق تقريره بما فيه‏.‏

- ‏(‏أبو بكر في الغيلانيات‏)‏ عن يزيد الأبي وفيه الكديمي ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن يزيد بن شجرة‏)‏ الرهاوي صحابي مشهور من أمراء معاوية وفيه بقية وحاله مشهور وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأشهر من هذين وهو عجيب مع وجوده في كتاب شهير يكثر النقل منه وهو المستدرك فرواه فيه باللفظ المزبور عن يزيد المذكور‏.‏

4851 - ‏(‏السيوف أردية المجاهدين‏)‏ أي هي لهم بمنزلة الأردية فلا يطلب للمتقلد منهم بسيف إسبال الرداء بل يصيره ‏[‏ص 153‏]‏ مكشوفاً ليعرف ويهاب‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري وفيه ذؤيب بن عمامة السهمي أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال الدارقطني ضعيف والوليد بن مسلم ثقة مدلس ‏(‏المحاملي في أماليه عن زيد بن ثابت‏)‏ ورواه عنه أبي أيوب أيضاً أبو نعيم ومن طريقه تلقاه الديلمي مصرحاً فعزو المصنف للفرع إهمال الأصل غير جيد‏.‏